دليل الآباء في تسمية الأبناء بين مُرَاعاةِ الشَّرْعِ وَمُتَطَلّبات الذَّوقِ والعَصْرِ
Abstract
يتناول هذا المقال موضوع "تسمية الأبناء" لدى عامة الـمسلمين، مع اقتراح قوائم من الأسـماء للذكور والإناث. وهو عبارة عن خلاصة لما يناهز عشر سنوات من التجربة العمليّة في ميدان الاستشارات الـمتعدّدة التي جاءتني أثناء عملي في سلطنة بروناي دار السلام، محاضرا في مركز تنمية العلوم واللغات وكليّة اللغة العربيّة بجامعة السلطان الشريف علي الإسلاميّة. إنّ الهدف الأسمى الذي يسعى إلى تحقيقه هذا المقال هو تحقيق نوع من التقارب والوحدة في الأسماء الإسلاميّة، وحثّ الناس أيضًا على مزيد من الحرص عند اختيار الأسماء لأبنائهم، وإرشادهم إلى ذلك باقتراح بعض الأمثلة والنماذج الصحيحة والمناسبة. وقد مرّ بي الكثير جدّا من المواقف العمليّة على صعيد تسمية الأبناء، ورأيت مدى الحرص والرّغبة والحب لدى عموم المسلمين، ولا سيما في أرخبيل الملايو على تسمية أبنائهم، الذكور والإناث، بأسماء عربيّة إسلاميّة، جميلة ومناسبة، تدلّ على البركة والخير والفضل والتفاؤل والنور والصلاح، أو تحمل معاني ومضامين دينيّة إسلاميّة.
Keywords
Full Text:
PDFReferences
يرى الفقهاء أَنّه ليس في الأدلة الشرعية ما يقتضي وجوب تغيير اسم من هداه الله إلىالإسلام إلا أن يكون هناك ما يقتضي ذلك شرعًا كتعبيده لغير الله كعبد المسيحونحو ذلك، أو يكون اسـماً لا يُسْتَحْسَنُ التَّسَمِّي به وغيره أفضل منه، وكذاما أشبهه من الأسماء التي لا يستحسن التسمّي بها. لكنّ التغيير فيما عُبِّدَ لغيرالله يكون واجبًا أَمَّا مَا سِوَاه فهو من باب الاستحسان والأفضليّة. ويدخل في هذاالباب الأسماء التي اشتهر النصارى بالتسمِّي بها ويتوهم من سمعها أنّ صاحبها نصرانيفالتغيير فيها مناسب جدّاً.
فإذا كان اسم المعتنق الجديد للإسلام ينطوي على مدلول أو إشارة ترمز للديانة السابقة فالواجب تغييره. وكذلك، إن كان مُعَبِّداً لغير الله، كما ذكرنا، فيجب تغييره؛ لأنه من قبيل التعبيد لغير الله بإجماع أهل العلم.
أمَّا ما عدا ذلك، فلا يوجد في الشَّرع الإسلاميِّ ما يُلزمه بتغيير اسمه. غير أنّتحسين الاسم أمرٌ مشروعٌ ومرغوبٌ فيه، كما ورد في الحديث النبويّ الـمُشار إليه في أوّل الـمقال: "إنكم تُدْعَون يومَ القيامةِ بأسـمائكم وأسـماء آبائكم،فَحَسِّنوا أَسْـمَاءَكم". فكون المسلم يُحَسِّن اسـمه من أسماء أعجمية إلى أسماء إسلاميّة فهذا مناسب وطيِّب.
وبعد، فهذه آراء وأفكار واقتراحاتتُعَبِّرفي مجملها عن رؤية الكاتب ووجهة نظره، وتغلب عليها روح التذوق اللغويّوالنظرة الشَّاملة لمضمون الثقافة الإسلاميَّة، أكثر من كونها تمثِّل رؤية فقهيَّة بالمعنى الحرفي للكلمة. هذا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
DOI: http://dx.doi.org/10.29300/im.v1i1.1232
Refbacks
- There are currently no refbacks.
Indexed by :




Jurnal Imtiyaz ini diterbitkan oleh UIN Fatmawati Sukarno Bengkulu dan Disebarluaskan dengan perijinan dibawah Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 4.0 International License..
__________________________________________________
Jl. Raden Fatah, Pagar Dewa Kota Bengkulu 38211
Bengkulu, Sumatra Indonesia